oum kacem
عدد المساهمات : 49 تاريخ التسجيل : 29/04/2013
| موضوع: الأدب في نظر المنفلوطي الثلاثاء 10 ديسمبر 2013, 20:30 | |
|
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في قرية منفلوط، إحدى مدن الوجه القبلي بمصر سنة 1872م في أسرة عريقة ومشهورة بالعلم والتقوى، وتوفى سنة 1924م بعد أن ترك إنتاجاً أدبياً وفكرياً متميزاً لا يزال القراء يقبلون عليه بشغف وأضحى يدرّس في العديد من الجامعات ويتناوله الدراسون والباحثون بالنقد والتحليل في ملتقياتهم وندواتهم، مما دفع بالكاتب إلى التساؤل إن كان المنفلوطي منظرأ للآداب والفنون؟
ويجيب الكاتب عن هذا التساؤل عن هذا التساؤل بالإيجاب؛ مضيفاً أن للرجل رؤى وأفكاراً متكاملة حول الأدب جسمها على وجه الخصوص في كتابه "النظرات".
ولأن كتابات المنفلوطي تلوح وكأنها عبارة عن مجموعة من الروايات والقصص والتأملات والخواطر التي شرع في نشرها منذ 1907م في شكل مقالات في مجلة "المؤيد" قبل ان يصدرها في سنة 1910م في شكل كتاب، ثم طُبعت مرات عدة، ولكنه قد يبدو لبعض الدارسين معبراً عن تجارب حياتية وذاتية خاصة، حيث يسعى الكاتب إلى إبراز القيم الفنية والأدبية لدى المنفلوطي، مشيراً إلى ان تلك القيم تتجزأ إلى أربعة أطوار لا تحيد عن مبدأ التطور الطبيعي للأشياء، وهي:
- الطور الأول: أو المبدئي الذي يتزامن مرحلة الطفولة وما تحمله من قيم الجمال والبراءة.
- الطور الثاني: ويواكب مرحلة الشباب والتعليم الذي يتلقاه الراوي أو البطل على يد شيوخ الأزهر الذين يأخذون بيده لحمله على أن يكتشف، وبنفسه، قيماً نبيلة أخرى موجودة في التراث الأدبي والعربي القديم.
- الطور الثالث: العودة إلى الذات والصحوة من الحلم الجميل والاصطدام بالواقع المرير والمحزن.
- الطور الرابع: التي يسميها المنفلوطي بـ "مرحلة الأدب"، وهي نتاج التجربتين السابقتين تجربة عالم المثاليات وتجربة الواقع المعيشي، وما يحمله من مآسي وأشجان.
ويشير كاتب المقال إلى أن ذلك الطور الأخير يقود إلى استيعاب الماضي والحاضر معاً ويوصل إلى فهم، وبالتالي إلى تحليل والواقع بشكل موضوعي ومجرد، كما أن يتجسد في الرؤى الأدبية والموضوعية التي قد تؤدي إلى نقد الذات بشكل مستمر وبناء وإلى إعادة بناء وصياغة وتشكيل المسار الفكري، حتى وإن كان ذلك المسار لا يخلو من الغموض واللبس والتناقض.
المصدر: الأدب في نظر المنفلوطي – بطرس حلاق – أرابيكا – ع2: ص131-176. | |
|