موضوع: وجعلنا السماء سقفا محفوظا... السبت 30 ديسمبر 2017, 23:52
وجعلنا السماء سقفا محفوظا
هل تساءلت يوما ما هي السماء؟ فقد ذكرت ما يقارب الـ 120 مرّة في القرآن الكريم، فهل هي الغلاف الجوي؟ أم هي “السماء” الزرقاء التي نراها في النهار؟ أم هي السماء التي نراها في الليل والتي تحتوي على الكواكب والنجوم؟ وما هي السماء الدنيا؟ وأخيراً ماذا عن “السموات والأرض”! حيث ورد هذا المصطلح ما يقارب 189 مرّة والتي وصف تعالى نفسه بـ “بديع السموات والأرض”، فهل هي أكبر من السماء؟ أم أن السموات والأرض شيء صغير من مكونات السماء!
السماء لغويا (سما) في لسان العرب هو السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ. وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع. وفي كتب التفسير قال أبو جعفر: وإنـما سميت السماء سماءً لعلوّها علـى الأرض وعلـى سكانها من خـلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لـما تـحته سماءٌ. ولذلك قـيـل لسقـف البـيت سماؤه، لأنه فوقه مرتفع علـيه. أمّا تعريف السماء الدنيا فهي حدود النظام الشمسي إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ أمّا تعريف السمواتُ السبعُ(لسان العرب ): أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً؟!؟! وسَمَواتٍ. لاحظ أن الألف في سَمَٰوَٰتٍ في القرآن تُكتب بحرف المد كما وأن هذه الـ سَمَٰوَٰتٍ تخص الكرة الأرضية، بعكس السماء المكتوبة بحرف بالألف. أضف الى ذلك أن السموات السبع خلقت في اليومين الخامس والسادس من خلق السموات والأرض في حين كانت السماء موجودة منذ بداية خلقهم! { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} * { فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }وقد حسم رسول الله المسافة بين السموات السبع فيالحديث النبوي الشريف(هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) وحيث أن مسيرة اليوم تقارب الـ 40 كم، فإن مسيرة الـ 500 سنة قمرية هي 40 كم/اليوم x 29.5 يوم/الشهر x 12 شهر/السنة x 500 سنة = 7,080,000 كيلومتر (7 ملايين كيلومتر) وبالتالي فإن ارتفاع السبع سموات عن الأرض يقارب 7 سموات x 7 ملايين كم/سماء = 49 مليون كيلومتر وهذه المسافة تقارب بُعد مدار كوكب الزهرة عن الأرض (42 مليون كم) من جهة وبُعد مدار كوكب المريخ (78 مليون كم) عن الأرض من جهة أخرى! ولكن ماذا عن الآية 32 من سورة الأنبياء { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ }، فهي تخبرنا بأن السماء كانت ملاصقة للأرض وأن الله رفع هذه السماء عن الأرض لكي تكون سقفا محفوظا للأرض وأن الناس كانوا ولربما سيكونوا عن آيات رفع السماء غير مقتنعين أو مصدقين! وهذا الحدث يشبه من حيث التطبيق ما نفعله بأيّام الشتاء الباردة حيث نقوم بتغطية رؤوسنا بغطاء السرير ثم نرفعه قليلا بأيدينا للحصول على هواء كاف ونحافظ على الدفء وفي نفس الوقت نقي انفسنا من البرد القارص. وتفسير كلمة “معرضون” في الآية: يعرضون عن التفكر فـيها وتدبر ما فـيها من حجج الله علـيهم ودلالتها علـى وحدانـية خالقهَا، وأنه لا ينبغي أن تكون العبـادة إلا لـمن دبرها وسوّاها، ولا تصلـح إلا له. فالسماء تحتوي على اشعة كونية على شكل أمواجكهرومغناطيسية مثل أشعة اكس وأشعة جاما مصدرها مركز المجرّة وانفجارات النجوم “السوبر نوفا” وهذه الأمواج ضارة للحياة العضوية بما فيها نحن البشر خاصّة اذا تم التعرض لها لفترات طويلة، وتستخدم هذه الأشعة في علاج السرطان لقدرتها على قتل الخلايا السرطانية. هذه الأمواج تتردد بذبذبات “هائلة” 10 اكسا هيرتز (> 10^19 Hz) وبالتالى فانها تحمل طاقة عالية جداً (اكثر من 100 kev) لكل فوتون. كما وتحتوي السماء على عناصر مؤينة مثل (C, S and Si) ومحايدة مثل (H, He, N, O, Ne and Ar).